واحنا صغيرين كانو دايما يخوفونا عشان مانعملش شقاوة او نعمل الى هما عايزينه ..مش عارف ليه الكبار كانو بيخوفونا من اى حاجه وفى اى حاجه ..متهيألى انهم كانو وارثين الخوف من الى قبليهم ودا راجع لظروف اقتصاديه وتاريخيه وسياسيه من ايام الفراعنه الى الان ..بمعنى ادق ممكن نسميه الخوف التوارثى ..انا فاكر وانا صغير كانو دايما يخوفونا بالدكتور الى هايدينا حقنه او العسكرى الى هاييجى يحط الكلابشات فى ايديا ..او يقولولى لوكدبت ربنا هايوديك النار ويعذبك ..وساعات كانو يقولو لما ابوك ييجى هاياكلك علقه موت على الى عملته ..يعنى الناس دول خوفونا من اهم رموز الرحمه من غير مايحسو : الله - الطبيب - العسكرى - الاب وكلها رموز الحمايه والاحتواء بدل ماكانو يخلونا نحب الرموز دى ،وكان كل واحد من الكبار له اسلوبه وشخصياته المميزة فى التخويف زى : البوبع - العفريت - ام فرج- سعاد المحروقه- ابو زبعبع -ابو رجل مسلوخه ...وكل واحد يتفنن فى رسم شخصيته التخويفيه ، الناس الكبار بقى زى جدتى ليهم اسلوب خاص ودا راجع لان الناس دول مكانش على ايامهم انترنت او دش او تليفزيون ..كان ربنا مديهم خيال واسع الواحد فيهم كان ينخع النخعه من دول يطلعلك بشخصيه تجيب هبوط فى الكابوت لا تقولى هيتشكوك ولا دياولو ..فاكر وانا صغير ان جدتى طلبت منى انى املالها البرطمان الى بتحط فيه طقم اسنانها ..دخلت الحمام ومليتلها البرطمان بس مش من الحنفيه طبعا انتو فاهمين انا عملت ايه ..المهم هى حطت الطقم فى البرطمان وبعد شويه على بقها وعملتهالها مفاجأة وقلتلها ..طبعا الطقم كان طاير فى وشي وجه والدى ادانى علقه موت ..لكن جدتى لم تكتفى بعقاب والدى فقررت ان تحكيلى قصه ابو رجل مسلوخه ..هذا الرجل كان كفيل انه ينيمنى من المغرب بمجرد سماع اسمه ،كان يكفينى تخيل شكله فقط فيغمى على ..ومرة ثانيه القيت كلب صغير من فوق السطوح لكى اعرف ماذا سيحدث له وليس بدافع التعذيب ..فتبرعت جدتى بحكايه الجزء الثانى من قصه ابو رجل مسلوخه لينتابنى الرعب الشديد مما سيحدث لى فابو رجل مسلوخه سوف يعلقنى من ذيلى مثل الكلب الذى القيت به من فوق السطوح ..هذا الرجل : ابو رجل مسلوخه ساهم بشكل كبير فى تحديد مستقبلى الى حد كبير فنجحت فى الثانويه العامه وتخرجت من الكليه خوفا منه ومن شبحه المرعب ثم انتقلت الى مرحله العمل والكفاح ..فكنت اطيع رؤسائى حتى وانا اعلم انهم بهايم خوفا من ابو رجل مسلوخه ..اصبحت مسالما مع جيرانى والناس فى الشارع وفى المواصلات وفى كل مكان حتى لو كان معى حق ..خوفا من ذلك الرجل ..وفى المنزل متعاون الى اقصى درجه واقوم بواجباتى الزوجيه بمثاليه حتى لايغضب منى ابو رجل مسلوخه فيعلقنى من ذيلى ..لم انضم الى اى حزب ولم انتخب ولا مرة وليست لدى اى ميول سياسيه ولم انضم الى اى مظاهرة حتى ولو كانت سلميه تهتف للنظام ..وذلك لان ابو رجل مسلوخه قد ينتظرنى هناك ويفعل بى مايحلو له ..اشجع الاهلى لانى لو شجعت الزمالك فقد يفعل بى ابو رجل مسلوخه مايفعله ابوتريكه بعبد المنصف فى لحظه انفراده بالمرمى ..
مازال هاجس ابو رجل مسلوخه يطاردنى فى كل مكان وفى كل وقت ..ارى صورته معلقه على لوحات الاعلانات فوق الكبارى اراه فى مانشيتات الصفحه الاولى فى الجرائد ..فى غرفه نومى ..يجلس بجوارى فى المكتب المجاور لى فى العمل ..يدخن السيجار فى الشارع ويرمقنى بنظرة مرعبه وابتسامه باهته تحمل الكثير من الوعيد ..افتح التليفزيون فاجده امامى
مازال مخزون ابو رجل مسلوخه الموجود بداخلى مستمر..ولا استطيع التخلص منه ..فهل تخلصت منه انت ايضا ؟..
ميجوووووووو