!!!!اوبرا فى الميكروباص

اول امبارح كنت رايح المقطم كان عندى شغل هناك ، وطبعا عشان اروح المقطم لازم اعدى على احد اهم ميادين مصر الا وهو ميدان السيده عائشه الذى يعتبر في حكم موسوعه جينيس للارقام القياسيه من اسوأ ثلاثه ميادين على مستوى الكرة الارضيه بعد ميدان اكوزومبو فى كينيا وميدان نيخاو فى اقليم التبت (هى التبت فيها ميدان ؟ ) طبعا انا عبرت سكه طويله مرورا ببير ام سلطان الى عزبه خيرالله الى المدبح وترب الغفير و الامام الشافعى تخيل ياصديقى نوعيه الركاب التى تركب هذا الميكروباص ،هم يشبهون نفس المناطق التى ركبو منها ، اشكال من البشر وجوهها شاحبه ومبانى اشبه بالقبور وميكروباص متهالك اشبه بالمساكن الصفيح ومقابر كثيرة ، مش عارف ليه كل ما اعدى على المنطقه دى احس ان المقابر مش بتخلص؟ بتدينى احساس ان مصر كلها مقابر ،تخيلو ان منطقه المقابر او زى مابيسموها الترب مليانه بياعين ؟ الى بيبيع حمام والى بيبيع بضاعه مسروقه او مستعمله لا والاغرب ان بنى ادمين عايشين هناك فى الترب هما خدوها من قصيرها وقالو احنا كدا كدا ميتين فنروح نسكن هناك يعنى عايشين ومش عايشين على راى عمرو دياب ، المنطقه دى نموذج للقبح والقرف وفى النهايه تكلل رحلتك بالنجاح الى ميدان السيده عائشه الى تحس انه نموذج مصغر لمصر.. فوضى ليس لها مثيل لدرجه تنسيك انت رايح فين اصلا ، وفى الميكروباص دايما بحط سماعه الموبايل فى ودنى واشغل الراديو على قناه الموسيقى او الاغانى المتخصصه، بالظبط زى النعامه الى دافنه راسها فى الرمل عشان ماتشوفش حواليها ، وقبل مادوس على زرار التشغيل سمعت صوت موسيقى كلاسيك عالميه افتكرت ان الراديو اشتغل لوحده ، قلت يمكن حد تانى فى الميكروباص بيعمل زييى ، بس بصيت حواليا مالقتش حد شكله يدل على انه عنده استعداد يسمع موسيقى كلاسيك ، يمكن الست الى جنبى الى شايله شنطه فيها فراخ وكتاكيت؟ولا الراجل ابوجلابيه بيقرا فى كتاب عذاب القبر؟ولا البنات بتوع المدرسه الصناعى الى قاعدين فى اخر كنبه؟ اخيرا عرفت الى مشغل الموسيقى الكلاسيك، تخيلو مين ؟؟؟ سواق الميكروباص !!! دماغى كانت هاتضرب بصراحه فلأول مرة فى حياتى اشوف سواق ميكروباص بيسمع اوبرا ،لو عمنا صلاح جاهين كان عايش كان انبسط جدا وعرف ان اغنيته بتاعه ( تماثيل رخام على كل ترعه .. واوبرا فى كل قريه ) اتحققت بس بدل من اوبرا فى كل قريه يبقى اوبرا فى كل ميكروباص !!! شلت السماعت بتاعه الموبايل من ودانى وقعدت اضرب كف على كف.. مصر دى بلد العجايب والمتناقضات وبلد الطفرات ماتستغربش لما تلاقى توك توك ماشي جنب مرسيدس،مصر بلد الزمالك وبولاق ، المعادى وعزبه الصفيح ، ام كلثوم وسعد الصغير، نجيب محفوظ وسمير رجب( بتاع الكبسولات )،مصر الى ممكن تشوف فيها واحده منقبه ماشيه مع واحده لابسه ميكرو جيب، كل شيئ ممكن وجايز ماينفعش انك تتوقع حاجه فيها وعلى رأى الاستاذ جمال حمدان فى كتابه( شخصيه مصر) لما قال:مصر عامله زى السمكه الى لما تقرب من القاع تلاقيها غيرت اتجاها فجأه للسطح ، مصر ممكن فى وسط خرابه تلاقى ورده،وزى الجمله العبقريه اللى مكتوبه على عربيه نص نقل(ماحدش فاهم حاجه ) بس ياترى ممكن نتخلص من القبح دا؟ بينى وبينكم الراجل دا ادانى امل كبير جدا ان مصر ممكن تتخلص من القبح والتشويه وترجع تانى بتاعه زمان ايام ام كلثوم وعبد الحليم ونجيب محفوظ ...تفتكرو ممكن ؟؟؟؟

ميجوووووووووووو