Saturday, October 17, 2009

نظريه ميجو فى التوازن البيئى


زمان لما كنا فى المدرسه درسنا نظريه التوازن البيئى كلنا طبعا فاكرينها ..دى من الدروس المهمه الى درسناها واحنا صغيرين ..النظريه دى بتشرحلنا ازاى الكائنات بتعيش فى توازن طبيعى مع بعض بما لا يجعل الميزان يختل ..فمع كثرة اصطياد الصقوروالقضاء على البوم اتنتشر القوارض وتنتشر الامراض لان الميزان اختل ..ربنا عامل التوازن ده فى حياتنا بما يسمح لكل الفئات ان تعيش بما فيهم الكائنات التى تبدو مضرة لنا ..واذا طغى اى عنصر على باقى العناصر فهنا يحدث اختلال بيئى وتحدث الكوارث وتنتشر الامراض .وكلما زاد التنوع داخل النظام البيئى كلما كان النظام اكثر تماسكا ..واحد يسألنى يقولى وده ايه علاقته بينا ياعم الحاج انت جاى تدينا حصه علوم بيئيه ..فكك من الكلام ده

لو قارنا موضوع التوازن البيئى باللى بيحصل فى مجتمعنا هاتلاقى ان المجتمع المصرى بقى مختل وان اللى بيحصل فيه نوع من انواع عدم التوازن البيئى ..ازاى ؟ اقولك ...المجتمع المصرى طول عمره متوازن يعنى بيستوعب كل الثقافات وبيستوعب كل الافكار وبيفرض شخصيته وكان له كيان ..طب ليه ؟ عشان المجتمع بيقبل وبيحتوى اى حد يدخله فكان المجتمع متنوع ..كنت تلاقى اليهودى والمسيحى والمسلم والارمن والروم والطلاينه واليونانيين ولبنانيين ودروز ووسوريين واتراك (راجع الافلام العربيه القديمه )..لان المجتمع كان متوازن ..فكل العناصر كانت عامله مزيج جميل فى هارمونى رائع .. مكانش فيه مشكله انك تروح محل صيدناوى او بنزايون او انك تسمع فريد الاطرش الدروزى او تغنى مع صباح اللبنانيه ..محدش يفرق معاه ان ليلى مراد يهوديه او مسلمه ..نجيب الريحانى مسيحى ولا مسلم ..المهم فنه كان عامل ايه ..فى الوقت ده كان المجتمع غنى بكل الثقافات الى فيه وكان التوازن البيئى مكتمل فليس هناك اى عنصر طاغى على الاخر ...فكلما زادت وتماسكت العناصر كلما كان التوازن البيئى اكثر تماسكا

لكن مع ثورة يوليو ومع حركات التأميم ومع هجرة اليهود والاجانب فقد المجتمع المصرى جزء من توازنه ...فاختفى كوهين وبقى حسن ومرقص ..لم يعد هناك الخواجه مانولى او يانى

ومع بدايه حكم السادات بدأ الميزن يختل ..فزرع الفتنه بين حسن ومرقص بغباء سياسي لايحسد عليه .وظهر الاختلال بصورة كبيرة (راجع احداث الزاويه والخانكه وتحديد اقامه البابا شنوده وخطابه فى مجلس الشعب واعتقال النخبه )..واستمرت الفتنه حتى الان ...واستمر الاختلال مع انقراض الطبقى الوسطى ...ومع مطارده المثقفين وهجرة العلماء الى الخارج امثال زويل وفاروق الباز والمئات غيرهم فى ايام الهجرة الكبرى الى كندا والولايات المتحده واستراليا ..اصبح الميزان يختل اكثر واكثر ...وزاد نفوذ طبقه الرأسمالين المتزاوجين من السلطه ..ومع انتشار الفضائيات والانترنت وظهور البترول ..زاد نفوذ طبقه المدعوذين الجدد المدعومين من الدول البترودولاريه وانتشر التدين السلفى الظاهرى..تم نقل الكائنات الصحراويه الى البيئه المصريه النهريه ...فحدث الاختلال التام فى التوازن البيئى فانتشرت فى مصر الكائنات الصحراويه ..انتشر بكثافه تزيد عن الحد المطلوب لحفظ التوازن ...وظهرت انواع من الكائنات لا تظهر الا فى وجود المستنقعات والقمامه ( الان فهمت لماذا طالب المتأسلمين بذبح الخنازير..لان الخنازير تاكل القمامه ) .كما ظهرت انواع من الكائنات الطفيليه من معدومى المواهب تظهر فى ذلك المناخ القذر وتظهر وسط المستنقعات (راجع اغانى سعد الصغير وتامر حسنى وبعرور ومصطفى كامل ومذيعين مثل احمد عبدون وتامر امين )..والان مطلوب ان يستعيد المصريين توازنهم البيئى بان تعود الطيور المهاجرة الى بيئات اخرى وان تستعيد الطبقى الوسطى عافيتها ..وان ياخذ المثقفين دورهم ...ليحاربو الكائنات الصحراويه من الزواحف والقورض التى تلتهم الزرع الاخضر فمكانها ليس فى البيئه النهريه المبنيه على ضفاف النيل ..طبيعى ان يقف المثقفين مثل الصقور مفتوحى الأعين يراقبون تلك الزواحف عن بعد ليقضى عليهم ..نحن لا نطالب الصقور بان تقضى عليهم تماما بل تعطيهم حجمهم الطبيعى بما يعيد التوازن البيئى الى مجتمعنا المصرى فلكل واحد دوره فتستمر الحلقه الغذائيه ... لانه كلما كانت العناصر داخل النظام البيئى متنوعه كلما اذداد تماسكا

مجتمع متوازن بيئيا


مجتمع مختل بيئيا

ميجوووووووو

علشان محدش يزعل

كافه المواد المنشورة في هذا الموقع محفوظة بموجب قوانين حقوق النشر والملكيه الفكرية ولا يجوز نسخ هذه المواد او اعاده انتاجها او نشرها او تعديلها او اقتباسها لخلق عمل جديد او ترجمتها او إذاعتها او انتاجها للجمهور باي شكل من الاشكال دون الحصول على اذن مسبق