خرج من منزله مسرعا...إستقل سياره أجره وطلب من السائق التوجه
به لمحطة القطار...فى الطريق أكثر من مره يتعجل السائق راجيا إياه أن يسرع للحاق بالقطار
الذى أزف موعده ...أخيرا وصل للمحطه ووضع يده فى جيبه ليدفع للسائق أجره...صعق عندما
وجد ان مامعه من نقود بالكاد يكفى الأجره دون أن يتبقى مايكفى لحجز تذكرة القطار...توقف
قليلا وهو يفكر ماذا سيفعل...القطار أوشك على التحرك ولاوقت للعوده لمنزل لإحضار النقود...أخيرا
هداه تفكيره للمجازفه...سيلقى بنفسه فى آية عربه من عربات القطار وليحدث مايحدث فالمهم
أن يقضى ليلته فى القطار ليلحق بموعده صباحا...لم ينتظر كثيرا وانسل مغافلا الجميع
ليلقى بنفسه فى عربه مظلمه لم يتبين مابداخلها...ثوانى ويغلق القطار أبوابه ويبدأ فى
التحرك...حاول أن يتبين أين يضع قدميه مستغلا الأضواء الخافته الآتيه من الخارج عابره
زجاج شبابيك القطار المغلقه...تلتقط عيناه عدة كلمات على لافته يتبين كلماتها بصعوبه...ثلاجة
اللحوم...أذهلته المفاجآه التى عقدت لسانه..لقد ألقى بنفسه فى العربه الثلاجه التى
تشحن فيها اللحوم...الآن عرف لماذا هو وحيد فى هذه العربه اللعينه...مع تحرك القطار
بدأ يشعر ببرودة الثلاجه المدعمه ببرودة الجو...يشتد شعوره بالبرد مع مضى الوقت...حاول
أن يتحسس جدران العربه لعله يستطيع الوصول لأى مفتاح يوقف به تيار البرد الذى بدأ يزداد
بشده ولكن باءت محاولاته بالفشل...بدأت أطرافه تتجمد بينما بدأت أصابعه فى فقدان القدره
على الحركه...يتكوم حول نفسه فى أحد أركان العربه مستسلما لقدره...ساعات ويصل القطار
لمحطته الأخيره...يتفقد السائق ومساعده عربات القطار لكتابة تقريرهما الروتينى عن الرحله...عندما
وصلا للعربه الثلاجه فوجئا بجثة رجل متخشبه فى أحد أركانها...نظر السائق لمساعده وطلب
منه إخطار مباحث السكك الحديديه بأمر الجثه المجهوله...وأن يسجل فى تقرير الرحله أن
العربه الثلاجه لاتزال معطله منذ ذهب موتورها لورش الصيانه لإصلاحه مما يتسبب فى خسائر
كبيره فى كل رحلة.
مهداه من جدو عصام
4 comments:
شكرا لنشر قصتى الغلبانه وربنا يجبر بخاطرك يامشمش
القصه من الأدب الروسى لكن أعيدت صياغتها بشكل كامل..شكرا لنشرها
جدو عصام
جميلة
معبرة ورائعة
Post a Comment